السبت، 26 فبراير 2011

لنحب مصر

ليبيا .. اليمن .. البحرين .. المغرب .. الجزائر .. العراق .. ايران ...... ساترك هذا كله و ساحكي عن مصر .. بلدي ... فهي فقط من يشغل تفكيري .. تتخبط الافكار في راسي و تنعقد حائلة دون استيعابها .. بماذا ابدأ؟! .. و علام ساكتب ؟!..

عن الثورة ..  لا استطيع ان انكر قلقي منها في بداية الدعوة اليها.. و ترقبي الام ستنتهي بنا .. كنت اضع احتمالين .. اولهما شكي انها ستنجح او ان مطالبها ستتحقق .. ظننتها ستمر كأي وقفة احتجاجيه او مسيرة سلمية نُعبر فيها عن ارائنا و نعلن رفضنا و سخطنا .. و بعدها لا شئ .. و الاحتمال الاخر انها ستؤول الي فوضى عارمة و سيصعب السيطرة عليها و استخدام المتظاهرين العنف و غيرها من مظاهر التخلف التي ظننتها مسيطرة على المصريين .... كان هذا فكري حتى يوم 25 يناير صباحا .. قررت تخطي ظنوني و شكوكي و رغبت في الذهاب مع الثوار من كل قلبي لسمو مطالب الثورة و لحاجتي مثلهم في التعبير عن غضبي .... لكني لم اذهب .. مُنعت .. و لم احارب .. فقط استسلمت لهم ... لكني كنت اتابع الاخبار بشغف و اكون القصص و الصور عن الثورة .. ووجدتني اساندهم و ايماني يزداد بالثورة و الثوار .. حتى اخر اليوم بدات اصدق انها ستنجح بسلام .... ثورة مصر ستنجح .....

ام اتحدث عن قلقي ... الهلع الذي انتابني يوم الجمعة 28 يناير .. خوفي على المتحف و باقي الاثار الذي كاد ان يقتلني .. و خوفي من فتح السجون .. و خوفي من الغوغاء .. و سخطي على حبيب العدلي لظني بانه هو من اعطى الاوامر بالانسحاب .. اتذكر رغبتي في اعدامه بميدان عام ... اذكر ايضا ما هوجمت به " هي دي الثورة اللي بتدافعي عنها؟؟ " ... "شوفتي وديتنا لفين؟" ... " لسه عايزة تشاركي فيها؟" ... خنقتني تعليقاتهم .. و تركتهم لاقف في البلكونة لاراقب شباب اللجان الشعبية .. و عاد الي الامان .. و عادت الي ثقتي في الثورة .....

ام اتأمل في فخري ... نعم فخورة بمصريتي .. فخورة بعَلمي .. فخورة بالنشيد الوطني .. فخورة بجيلي ... طوال حياتي كنت افخر بتراثنا و حضارتنا القديمة و الاهرامات و غيرها شاني شان كل المصريين ... و لكن هذه هي المرة الاولى التي افخر فيها بانتمائي لهذا العصر ..

او ربما ساتكلم عن صراع السلطة .. و محاولة الاستيلاء على امجاد الثورة و استغلال الظروف ... ربما ساتكلم عن الاخوان المسلمين و رعبي الدائم الابدي منهم .. ربما ساتكلم عما اصابني عند علمي بنزولهم التحرير .. اظن انني من خوفي قد بكيت ... توسلت ليذهب الجميع لبيوتهم .. اعترف انني فقدت ايماني بمن في التحرير لعدة ايام ... لم اهاجمهم قط لكني رغبت في استسلامهم ... اعترف بانني كنت اريد انهاء الثورة تجنبا للتسلق ... و اعترف ايضا بندمي على تلك الايام الان .. و اعتذر عن شكي بكم .... بعدما رايت الشاب السلفي يجلس ارضا و حوله رجال و بنات بعضهن مكشوفات الراس يغنون سويا ادركت اننا الاقوي .. فهمت ان شباب الميدان استطاعوا صهر الاخرين وسطهم و ليس العكس ... عندما رايت القرآن و الصليب مرفوعان سويا احسست براحة و رجعت بدرجة كبيرة - ليس كليا - عن رايي ... ربما جزء مني لم يكن يريد رحيل مبارك لكنه بالتاكيد ليس رغبة في شخصه .. و لكن حتى لا يترك فراغ يعبث فيه من يريد العبث ...

و ربما يوما ساتكلم تفصيلا على ما انتابني من مشاعر عند سماعي لعمر سليمان يلقي علينا قرار الرئيس السابق بترك الحكم و لكن تلك المشاعر تحتاج الى مدونة وحدها لاصفها .. فلاذكر الرئيسي منها ... " الله الموفق و المستعان " .. نظرت حولي في بلاهة ... حقا لوهلة فقدت فهمي للغة العربية .. نظرت لابي متسائلة " يعني ايه الكلام دة؟؟!! " نظر الي بدوره و ابتسم ... " ايه دة .. يعني اتنحى ؟!! ... يعني خلاص؟؟!!! ... هو فيه ايه؟؟!!! .... طيب دي حاجة حلوة ولا وحشة ؟؟!!! ... " بعدها ياتي مزيج عجيب من المشاعر المتضاربة .... فرحة و قلق .. شعور بالانتصار و توتر .. رغبة في الاحتفال و اخرى في الهدوء ... تساءلت كثيرا .. " طب و بعدين ؟؟؟!!! " ..... بعدها استسلمت اخيرا للحرية .. نزلت الشارع لاحتفل واضعة علم مصر على كتفي .... سمعت التهاني و الاغاني فعلمت ان تنحيه بداية عصر جديد لا محالة .. انتابتني رغبة في القتال لاجل عصر افضل .. و يومها اتخذت قراري ....

او اذكر وجهة نظري في استمرار المظاهرات .. اطالب فعلا باقالة بعض الوزراء و على راسهم وزير الداخلية الجديد خصوصا بعد سماعي الفيديو الشهير لمجدي ابو قمر - مدير امن البحيرة - و لكني اتمني ابقاء شفيق على راس الحكومة ... كلنا نرى ما حققه في مجال الطيران المدني .. كلنا سمعناه و اغلبنا صدقه .. اراه يتمتع بشفافية نادرا ما نراها عند المسؤولين ...

ام اكتب عما اراه ... و الترقب و التحفز و التامل و التمني و السعادة ..... المشاركة في اعمار بلدنا شعور رائع .. اليوم فقط يشعر الكل تقريبا انها بلده و ليست بلدهم .. ملكه و ليست ملكهم .. اليوم فقط الكل يشارك .. اليوم فقط تمشي في الشارع لترى الاحترام .. اليوم فقط ترى العَلم في كل شارع .. اليوم فقط تشعر بعودة بعض من الابتسامة للوجوه .. واليوم فقط اشعر انه من الممكن الا اسافر لاجل علم و خبرة اكثر .....

لن اكتب على هذا كله ... لكني ساطلق نداء ... لنحافظ على الثورة .. لنحارب لاجل اولادنا ... لنعمل لتحقيق الاحلام .. لنكون اكثر ايجابية .... ما مضى هو خطوة و الخطوات القادمة اكثر صعوبة بمراحل مما تحقق نحتاج مجهودنا ووحدتنا ... لننسى انفسنا و نحب مصر ......
                                                       ميريت     

هناك تعليق واحد: